تأريض: توفير مسار آمن لتسرب التيار الكهربائي نحو الأرض، ما يمنع تراكم الكهرباء الساكنة أو حدوث جهد كهربائي خطر على الأسطح المعدنية.
الجميع الان يتحدث عن علماء الاسلام وكيف انهم دعو للجهاد في سوريا والعراق والان الجميع يلتزم الصمت بل يقومون بتكفير المقاومة الفلسطينية وإقناعنا بأنه ليس من الواجب الجهاد بل الالتزام بالدعاء.
هذا ليس حدث عادي للمرور عنه وليس فقط كي نلوم ونغضب ونظهر في نظريات عن كيف يتم إسقاط الحكام ثم التحكم في الشيوخ المتأسلمة. من المسلمات والمعروف انه داعش تم إنشاءها من الCIA الأمريكي بالتعاون مع الموساد وبعض المؤسسات الشبيهة البريطانية والفرنسية وكما نعلم انه عندما تم القبض على أحد كبار الدواعش ليتبين لاحقا انه يهودي من الموساد. والآن السؤال الذي يطرحه الجميع هو لماذا؟ حيث تكثر الإجابات انها لسرقة النفط واستهداف القوى المتبقية في محيط الكيان لدعمه وبالطبع جميع هذه النظريات صحيحة ولكن هناك شيء صغير يجب التعمق به وهو كلمة تأريض الإسلام.
ربما أهم حدث قامت به الصهيونية العالمية لإضعاف العالم الإسلامي كافة وهو تفريغها من أصحاب العقيدة الصلبة وابقاء اصحاب الوهن والعقيدة غير المكتملة، داعش لم تنتج خلال يوم واحد او سنة بل هو فكر يتم إشعاله في أوروبا منذ سنوات طويلة قبل حرب سوريا والعراق في ال٢٠١١ واستدل هنا على صديقة الطفولة الإلكترونية في إسبانيا بعد اسلامها ببضع شهور حيث كانت تضع صورة علم داعش وكنت اتسائل ما هذه الصورة فقالت لي هو فكر الخلافة الإسلامية التي يدعون إليها الجماعات التي تعلم المسلمين الجدد تعاليم الإسلام. ومن هي الفئة الاكثر تقبل لهذا الفكر من المسلمين الجدد؟ لا احد.
قبل الخوض في التأريض علينا أن نخوض في الجهاد في الإسلام. الجهاد هو فرض عين وليس امر للهو والمزاح بل انه فرض قبل الصلاة والحج وأنه من صدق شهادته لما تأخر ثانية عن الجهاد في سبيل الله وكما نعلم قول الله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم" لم يقل الله وأعدوا لهم أكثر مما أعدوا لكم بل ما استطعتم. فإذا كانت استطاعتك السكين فعليه وإن كانت استطاعتك الحجر فعليه وكما نعلم أن الشهادة في سبيل الله ليست تهلكة فالموت في سبيل الله حياة وإنما التهلكة هي السماح بالظلم ان يستمر وان يزحف المستعمر تجاهنا ونحن راضخين اما المزايدة التي نراها لدى الكثير ما هي إلا الكفر بعينه.
هذا هو التعريف البحت بدون اي تجميل او مبالغة وهنا اتت المرحلة الاولى للتأريض حيث تم نشر هذا الفكر عند المسلمين الجدد في أوروبا حين تعليمهم تعاليم الإسلام وفي أول ظهور لداعش أصبحت الجماعات الاسلامية الغربية تدفع بالمسلمين الى سوريا والعراق وصب جميع عواطفهم الدينية في الاتجاه الخاطئ وأصبحت شيوخ الشرق الاوسط تدفع بالمسلمين للجهاد ايضا والشيوخ سواء في الغرب او في الشرق الاوسط لم تاتي بهذه الاوامر من ذاتها انما كما أملت عليها الحكومات الصهيونية الأمريكية التي تتحكم في حكوماتها المحلية وهنا باختلاف موقفك من الثورة السورية والدين إلا أن فقط أصحاب العقيدة الصلبة هم من تركوا بيوتهم وحياتهم وذهبوا للجهاد في سبيل الله كما دعوهم شيوخهم وهنا تم التخلص من ٩٠٪ ممن لديه عقيدة كافية للذهاب إلى الجهاد في معركة مفرغة تدار من قبل قوى عظمى.
وكما نعلم تم تشويه هذه الحملات سواء كانت داعش أو النظام او الثورة السورية وهي اصبحت التعريف الحقيقي للإرهاب عالميا وهذه هي الهندسة الصهيونية في المرحلة الاولى والان عندما جد الجد ووقع فرض الجهاد العين علينا تأتي المرحلة الثانية في زعزعة العقيدة الغير مكتملة لدى من تبقى من المسلمين عالميا وصب الشك والتكفير وزرع الفتنة العقائدية بين سني وشيعي لتفتيت ما تبقى من يقين وإيمان واصبحنا جماعات تخاف حتى الظهور في المسيرات أو النقاش في الثورات او في الجهاد وهنا تكتمل مرحلة التاريض الإسلامي في ابقائنا كالبقر المتفرجة المنفردة تنتظر الذبح فقط.
ووجب علي ان استذكر أن ذات الاسلوب تم استعماله في الضفة الغربية في فلسطين ولكن هنا تم تأريض المقاومة عن طريق حركة التحرير "فتح" حيث تم وضعها هي الواجهة للمقاومة وهي التيار واي شيء يخرج عنها يتم الهجوم عليه بالتخوين والتتفيه ونعته بـ الاجندات الخارجية وانه خارج عن الصف الوطني وإذا امتثل أي شخص تحت إطار فتح يتم ترويضه ضمن إطارها الصهيوني والامتثال لمصالحها التي تتمثل بمصلحة المستعمرة الإسرائيلية ولذلك حركة فتح تضم أكثر من مائة ألف مسلح منهم في الاجهزة الامنية والكثير منهم بين المدنين مستعدين لقتل أي فلسطيني في حال تطاول عليهم ولا يحركون ساكنا لذبح عشرات الالف من اخوتهم بل أصبحوا اداة من أدوات الاحتلال بشكل علني وواضح وصريح.
وبالطبع في الخاتمة نستذكر المؤسسات التطبيعية التي تستقطب أي شخص منتج تحت جناحها من تمويل وعروض عمل وسفر ودراسة وامان والخ وبالطبع الهدف الوحيد لهذه المؤسسات التطبيعية هي تفريغ أي طاقة إنسانية لدينا من كتابة وفن وتصوير ومقاومة وضمه تحت أطر متخلفة لا تسمن ولا تغني من جوع.
Thu 24th, oct 24